وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، العلاقات التي تربط بين بلاده والصين، بأنها ذات "مستوى غير مسبوق"، وذلك أثناء اجتماع عقده اليوم الأربعاء مع الرئيس الصيني، شي جين بينج.

وحافظت روسيا على علاقة أوثق من أي وقت مضى مع الصين المجاورة خلال السنوات الأخيرة، في الوقت الذي تدهورت فيه علاقات موسكو مع الغرب بسبب الأزمة مع أوكرانيا.

وقال بوتن لشي في الكرملين، بحسب ما جاء في نص رسمي: "في السنوات الأخيرة، وبفضل مشاركتكم المباشرة، وصلت العلاقات بين روسيا والصين، ومن دون مبالغة، إلى مستوى غير مسبوق".

وتركز زيارة شي لموسكو وسانت بطرسبرج، وهما أكبر مدينتين في روسيا، على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وقال شي في بيان نشرته وسائل الإعلام الروسية الرسمية: "أنا مقتنع بأن هذه الزيارة ستحقق نتائج مثمرة".

ومن المقرر أن يزور شي والرئيس الروسي فلاديمير بوتن، حديقة حيوان موسكو، حيث ستقدم الصين زوجاً من الباندا إلى روسيا، كما سيقومان بإجراء محادثات في الكرملين. 

ثم سيتوجه الزعيمان إلى سان بطرسبرج لحضور المنتدى الاقتصادي الأكثر شهرة في روسيا. 

وأكد مستشار الكرملين يوري أوشاكوف الإثنين، أن "هذه الزيارة حدث حاسم بالنسبة لعلاقاتنا الثنائية"، مذكراً بأن الاتحاد السوفياتي "كان أول بلد يعترف بجمهورية الصين الشعبية غداة إعلانها" في عام 1949.

وأكد أوشاكوف أن "الصين أبرز شريك اقتصادي لروسيا"، لافتاً إلى أن المبادلات التجارية بين موسكو وبكين، ارتفعت بنسبة 25% العام الماضي، لتصل إلى مستوى قياسي بقيمة 108 مليارات دولار، في سياق التوترات الكبيرة بين روسيا والدول الغربية".

ويرى المحلل الروسي ألكسندر غابوييف أن روسيا، التي تلقى اقتصادها ضربة قاسية إثر العقوبات الأوروبية والأميركية في عام 2014 على خلفية الأزمة الأوكرانية وضم القرم، تحاول "الابتعاد عن السوق الأوروبية في اتجاه السوق الصينية".

وباتت الصين أيضاً "مستثمراً مهماً جداً" في الاقتصاد الروسي ومانحاً للقروض إلى روسيا، في وقت انسحب فيه لاعبون دوليون آخرون خصوصاً بسبب العقوبات، كما يوضح غابوييف.

اقرأ أيضاً: رئيس الصين: قادرون على التعامل مع كل التحديات واقتصادنا مستقر ويتحسن

من جهة ثانية، يبدو أن التفاهم السياسي بين هذين العضوين، الدائمين في مجلس الأمن الدولي اللذين غالباً ما يصوتان بشكل مماثل في اجتماعاته، مستقر.

وأكد اوشاكوف أن "مواقف روسيا والصين قريبة جداً، أو تتوافق تماماً حول معظم الملفات الدولية"، مثل البرنامج النووي الكوري الشمالي والنزاع في سوريا والأزمة الفنزويلية. وستكون هذه المواضيع حاضرة في محادثات الرئيسين خلال الزيارة، بحسب اوشاكوف.

ومن بين المواضيع الأخرى على جدول أعمال محادثات بوتين وشي، تبرز خصوصاً "علاقات روسيا والصين مع القوى الغربية الكبرى، من بينها الولايات المتحدة"، وفق اوشاكوف.